الصالحين بأمور منها:
أولها: أن الله جل وعلا يتولاهم في الدنيا والآخرة، قال الله جل وعلا في سورة الأعراف: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ[الأعراف:196] ، وإذا تولاك الله فلن يصيبك شيء يضرك في دنياك وآخرتك إلا شيء من ورائه منفعة لك من حيث لا تدري؛ لأن ولاية الله جل وعلا سد منيع وعطايا عظيمة لا يبلغها أحد، والإنسان إذا تولاه الله تبارك وتعالى فأعظم ما يرزق التوفيق، قال صلى الله عليه وسلم عن ربه: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، وقدمه التي يمشي عليها، ويده التي يبطش بها) .
والمقصود من هذه الأربع التوفيق الذي يناله العبد من ربه تبارك وتعالى، وأنت ترى حولك من الناس من رزقهم الله جل وعلا الكثير من التوفيق؛ لأن الله تبارك وتعالى تولاهم بولايته.
العطية الثانية من الله: أن الله جل وعلا يجعل العبد الصالح مقبولاً محبوباً في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل فقال: يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم يقول جبريل لأهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يكتب الله جل وعلا له القبول فيحبه أهل الأرض) ، وهذا من أعظم العطايا، والمؤمن الحق يألف ويؤلف، ويسمع، ويطيع، ويأخذ ويمنع، ويعيش مع الناس حياتهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيشها وهو سيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه.
كما أن من عطايا الرب تبارك وتعالى لعباده الصالحين التثبيت؛ فإن الإنسان في طريقه إلى الله لن يسلم من نزغات الشيطان، يأتيك الشيطان فيشكك في الدين الذي أنت فيه، يشكك في الرب الذي تعبده، والرسول الذي أرسل إليك، والعمل الصالح الذي تفعله، والأئمة الذين تقتدي بهم.
ولا يرد ذلك إلا الاستعاذة واللجوء إلى الرب تبارك وتعالى، والله جل وعلا يقول لنبيه: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا [الإسراء:74] ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يقول: (يا مقلب المقلوب ثبت قلبي على دينك) ، ولا يخلو إنسان من نزغات تأتيه ووساوس تعتريه ليس لها إلا الاستعاذة بالرب تبارك وتعالى، فإذا أراد لله به خيراً ثبته على الصلاح ووقاه جل وعلا شر النزغات وإثم الوساوس.
هل تعلم؟ نحن في منصة اسأل المنهاج نجيب على اسئلة الطلاب من جميع الدول العربية، كل ما عليك فعله هو طرح سؤالك من خلال الزر في الأعلى ويمكنك العودة الينا مرة اخرى من خلال البحث في جوجل عن "اسأل المنهاج"، لا تقم بنقل المحتوى دون ذكر المصدر جميع الحقوق محفوظة لمنصة اسال المنهاج